أنهار الأمل
عبر الممرات المائية المتدفقة في بنغلاديش، يبحر أسطول من القوارب ليُشكّل منارة جماعية للأمل في حياة آلاف الأطفال. هذه القوارب ليست مجرد وسائل نقل، بل هي فصول دراسية ومكتبات وعيادات طبية ومساحات للعب، تقدم التعليم والرعاية للأطفال في المناطق التي تكتسحها الفيضانات بانتظام.
وتعد بنغلادش من أكثر دول العالم عرضة للكوارث الطبيعية، حيث تغمر الفيضانات أكثر من خُمس مساحتها سنوياً خلال موسم الأمطار. وفي عام 2024 فقط، أدت الفيضانات إلى إغلاق ما يزيد عن 7000 مدرسة، ما حرم أكثر من 175 ألف تلميذ في المرحلة الابتدائية من حقهم في التعليم. وفي ظلّ محدودية البنية التحتية من طرق وشبكات كهرباء، أصبحت مدارس "شيدهولاي سوانيرفار سانغستا" العائمة شريان حياة حقيقياً. فمنذ عام 2002، يجوب أسطول هذه المنظمة غير الربحية الممرات المائية للبلاد، متوقفاً عند الضفاف ليقلّ الأطفال المنتظرين بدء يومهم الدراسي. كما يلخّص مؤسسها، المهندس المعماري محمد رضوان، الفكرة بقوله: "مدرسة تصل إلى التلميذ عندما يتعذّر على التلميذ الوصول إليها."
وإذا كان أطفال بنغلادش يواجهون مخاطر مناخية مضاعفة، فإن أزمة انعدام الوصول إلى التعليم تظل مشكلة عالمية مستمرة، إذ لا يزال أكثر من 251 مليون طفل وشاب خارج المدارس حول العالم. وتتفاقم هذه الأزمة بسبب تزايد وتيرة الظواهر المناخية القاسية عالمياً، وما ينتج عنها من إغلاق للمدارس، الأمر الذي يهدد مستقبل المزيد من الأطفال.
في يوم الطفل العالمي، ندعوك إلى التوقف والتأمل في طبيعة العالم الذي سيرثه أطفالنا. كيف يمكننا معاً حماية حقهم في النمو الآمن، والتعلّم المستمر، والحلم بحرية في عالم يزداد تقلباً وتتراكم فيه التحديات؟
تم إدراج هذه الصورة الفائزة بجائزة في فئة "الحلول" ضمن مسابقة التصوير الفوتوغرافي لمؤتمر الأطراف COP28 وهي تعاون بين "ذا كلايمت ترايب" وجائزة حمدان بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الفوتوغرافي (HIPA). وقد تعاونت "ذا كلايمت ترايب" مع HIPA مستغلة قوة التصوير الفوتوغرافي لرفع مستوى الوعي العالمي حول الاستدامة وتعزيز العمل المناخي.
الأكثر شعبية
تقدم منصة ذا كلايمت ترايب قصصًا حول التنوع والحفاظ عليه، والاقتصاد الدائري، والغذاء والماء و مدى ارتباطهم بالبيئة.
اشترك
احصل على أحدث القصص الملهمة للعمل المناخي حول العالم مباشرة في بريدك الوارد.











