The Climate Tribe Logo

التقاط قطرات الندى

٢٧ أكتوبر ٢٠٢٥٢ دقيقة للقراءة
التقاط قطرات الندى
على تلة قاحلة في صحراء ليما، يعتني أحد العمّال بشباك الضباب التي تجمع رطوبة المدينة وضبابها.
اسم المصور: كليبر خير فاسكيز غاراته           المكان: بيروعلى تلة قاحلة في صحراء ليما، يعتني أحد العمّال بشباك الضباب التي تجمع رطوبة المدينة وضبابها. اسم المصور: كليبر خير فاسكيز غاراته المكان: بيرو

في بعض الصحاري التي تغمرها طبقات الضباب المنسابة، يتحوّل الهواء ذاته إلى واحة للحياة.

على الساحل الجاف من المحيط الهادئ، تقع مدينة ليما، عاصمة البيرو، حيث لا يتجاوز معدل هطول الأمطار السنوي بوصة واحدة، في حين تبلغ نسبة الرطوبة أكثر من 84% طوال العام. ومع هذا التناقض المناخي الحاد، تبرز أزمة ندرة المياه كأحد التحديات الكبرى، إذ يفتقر أكثر من ثلاثة ملايين شخص في البلاد إلى خدمات المياه الأساسية.

في عام 2009، توصّل المهندس البيروفي أبيل كروز إلى فكرة مبتكرة تقوم على حصاد المياه من الضباب. فقد أدرك أن الهواء الرطب يمكن أن يتحول إلى مصدرٍ مائيّ فعّال، فابتكر ما يُعرف بـ "مصائد الضباب". تتكوّن هذه المنظومة من شبكات من النسيج مصنوعة من النايلون، تعمل على اعتراض الضباب المتحرّك عبر التيارات الهوائية. وعند مرور الضباب من خلال هذه الشبكات، تتكاثف الجزيئات الدقيقة من بخار الماء وتتحول إلى قطرات مائية تلتصق بالألياف، ثم تنساب نحو خزّانات التجميع التي تُستخدم لتزويد المجتمعات المحلية بالمياه. وتستطيع مصيدة ضباب واحدة إنتاج ما يتراوح بين 200 و400 لتر من المياه يومياً، حسب كثافة الضباب وسرعة الرياح.

تُطبَّق هذه التقنية الرائدة اليوم في دولٍ عدة مثل تشيلي وبوليفيا وكولومبيا والمكسيك والنيبال وإسبانيا، في إطار الجهود العالمية لمواجهة أزمة ندرة المياه وتعزيز الأمن المائي. وفي المغرب، تستخدم منظمة "دار سي حمد" هذه التقنية لتوفير المياه العذبة لسكان جبال الأطلس الصغير، حيث يُعد الضباب أحد الموارد القليلة القابلة للاستدامة.

لكنّ أزمة المناخ العالمية تنذر بتفاقم المشكلة. فبحلول عام 2050، من المتوقع أن يعيش أكثر من 40% من سكان العالم تحت وطأة إجهاد مائيٍّ حاد. ولمواجهة هذا الواقع، تبرز أهمية الحلول المحلية المبتكرة التي توظّف المعرفة البيئية والتقنية لخدمة الإنسان والطبيعة على حدّ سواء.

وفي اليوم الدولي للعمل المناخي، ندعوكم إلى إعادة اكتشاف الواحات الخفية الكامنة في هوائنا. فلعلّ تلك الموارد غير المرئية هي التي قد تمثل مفتاح بقاء المجتمعات في عالمٍ يزداد جفافاً يوماً بعد يوم.

تم إدراج هذه الصورة الفائزة بجائزة في فئة "الحلول" ضمن مسابقة التصوير الفوتوغرافي لمؤتمر الأطراف COP28 وهي تعاون بين "ذا كلايمت ترايب" وجائزة حمدان بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الفوتوغرافي (HIPA). وقد تعاونت "ذا كلايمت ترايب" مع HIPA مستغلة قوة التصوير الفوتوغرافي لرفع مستوى الوعي العالمي حول الاستدامة وتعزيز العمل المناخي.

اشتركوا في نشرتنا الإخبارية

نعدكم أننا لن نعطي بريدكم الإلكتروني إلى أي طرف خارجي، كما يمكنكم إلغاء اشتراككم في أي وقت.

هل أعجبتك هذه المقالة؟
مصور فوتوغرافيكليبر خير فاسكيز غاراته
موقعبيرو
    تفضيلات ملفات تعريف الارتباط

    نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) لتحسين تجربتكم. باستخدامكم لهذا الموقع، فإنكم توافقون على سياسة ملفات تعريف الارتباط